ليس بالأمر الصعب أن تكتُبَ عمّا يدور في خلجات قلبك، عمّا يسبحُ في ثنايا تفكيرك، أن تصوَّرَ واقعةً ما، أن تسرد أحداثَ قضيةٍ عشتها وعايشتها بكل تفاصيلها، لعل الكلمات والجمل ستتوالى من تلقاء نفسها، خُصُوصاً إذَا كنت تمتلك موهبة التصوّر إلى جانب مهارة الكتابة

شعبنا العزيز عندما يهتم بهذه المناسبة بتفاعلٍ كبير، واهتمامٍ كبير، وأنشطةٍ متنوعة، فلأنه من خلال هويته الإيمانية

من رحمة الله سبحانه وتعالى الواسعة بعباده – وهو يفتح أمامهم المجالات الواسعة والمتعددة لما يحصلون من ورائه على رضوانه وعلى ما وعد به أولياءه – فتح أمام الإنسان إمكانية أن يستثمر حتى موته الذي هو حتمية لا بد منها، قضية لا بد منها لكل إنسان سواء كان برًا أو فاجرًا كبيرًا أو صغيرًا لا بد أن يموت، فإن الله لرحمته بعباده فتح أمام الإنسان هذا الباب العظيم هو: إمكانية أن يستثمر موته على أعلى وأرقى درجة، أعلى وأرقى درجة.

من مقام الشهداء، ومن مقام أسرهم العُظماءِ الذين شاركوا شُهداءَهم في بناء لَبِنَاتِ الدين وبُنيانه، وفي مناسبتهم الخالدة التي لا تذكرنا بهم فحسب، وإنّما تَشُدُّ من عزائمنا وهِمَمِنا وتشحنُ أرواحَنا بوقود الإيمان، وتجدد روحيةَ الجهاد والعطاء والتضحية والفداء، أتوجّـهُ برسالةٍ عامةٍ للجميع قيادةً وشعبًا، أقول فيها:

عند سدرة منتهى الفضيلة، كانت تلك نقطة الملتقى بصحبة ملائكة الرحمن ومن سبقهم من الصادقين، حَيثُ نالوا من الله مقام الفضل ودرجات العُلا، جاهدوا وتسابقوا وضحوا وبذلوا الدماء وقدموا الأنفس للذود عن حرمات الدين وكرامة الوطن وحرية الإنسان